السبت، 3 أكتوبر 2015

الخليفة المأمون والشّحّاذ

كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه ، فرفض المأمون بيعه.

أصر رئيس القبيلة الحصول على الجواد ولو بالخداع .

وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطياً جواده، ذهب وتمدّد على الطريق، وتظاهر
بأنه شحّاذ مريض، ولا قوّة له على المشي. فترجّل المأمون عن حصانه، وقد أخذته الشفقة،

وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه، وساعده على ركوب الحصان. وما أن
استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان. فشرع المأمون يركض وراءه
ويصيح به ليتوقّف.

ولمّا أصبح على بعد كاف ليكون في أمان، توقّف ونظر إلى الوراء، فبادره المأمون بهذا القول:

* لقد استوليت على جوادي، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً .....

ـ وماهو؟

* ألاّ تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.

ـ ولماذا ؟

* لأنه قد يوجد يوماً إنسان مريض حقاً ملقى على قارعة الطريق ويطلب المساعدة. فإذا انتشر
خبر خدعتك، سيمرّ الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع مثلي.


" ابذل النّصح حتّى لمن أساء لك فإنّّ النّصح أمانة وتركه خيانة ، وليكن حرصك على تبليغ الأمانة
بصدق أكبر من حرصك على استرداد الحق

الخميس، 1 أكتوبر 2015

الأفضل قادم في وقت لاحق



كان هناك ملكا أعطاه الله أربعة أبناء .وكان همّ هذا الملك أن يعلم أولاده درسا هاما وهو ألا يحكموا على الأشياء سريعا ، فقرر الملك أن يعد لهم تحدى فقال لهم عليكم الذهاب الى شجرة الكمثرى والتى كانت بعيدة جدا ثم يعودون مرة أخرى حتى يصف كل منهم ما رأى

وبالفعل بدأ السباق ليصل كل من أولاده فى وقت مختلف من العام وذلك بسبب بعد المكان الإبن الأول وصل فى الشتاء والثانى فى الربيع والثالث فى الصيف وأصغرهم وصل فى الخريف

وعند رجوع الأولاد جمعهم الملك ليصف كل منهم ما شاهده عند الشجرة :

فالإبن الأول الذى وصل فى الشتاء قال : الشجرة كانت قبيحة وملتوية

أما الثاني الذي وصل فى الربيع فقال : كيف ذلك لقد رأيت الشجرة مغطاة بكساء من البراعم الخضراء التى تحمل الكثير من الوعود

وعارضهم من وصل صيفا قائلا : ليس هذا ما رأيت لقد رأيت الشجرة مملوءة بالزهور والتي تغطى الجو حولها برائحة خلابة لقد كان هذا من أفضل ما رأيت فى حياتي

رد عليهم أصغرهم الذى وصل فى الخريف : أنا لا أوافقكم الرأى فقد رأيت الشجرة كاملة النضج تتدلى منها ثمارها بشكل يملؤها الحياة

رد الملك والذى كان يستمع الى كل منهم قائلا :أبنائى كل منكم على صواب فيما شاهد لأن كل منكم شاهد نفس الشجرة
لكن فى فصل مختلف ولذلك فكل منكم لا يستطيع الحكم على شجرة أو شخص من مجرد فصل من حياته أو موقف تعرض له فجوهر الشخص وما يحمله من فرحة وحب , سرور أو غضب يمكن ان نحكم عليه فقط فى النهايه عندما يمر بكل الفصول

فلو استسلم أحدكم فى الشتاء لن يدرك وعود الربيع وجمال الصيف ونضج الخريف

ولا تترك ألم فصل من الفصول يؤثر على استمتاعك بالفصول الأخرى
*ولا تحكم على الحياة بمجرد مرورك بفصل صعب ولكن تعلم المثابرة وقل لنفسك أن الأفضل قادم فى وقت لاحق