الخميس، 14 مايو 2015

بيل هيوليت مؤسس hp


بيل هيوليت أسس “إتش بي” من 500 دولار فقط


هكذا كانت البداية رأسمال لا يزيد على 500 دولار وأفكار كثيرة حول ما يمكن أن تقوم به، بهذه الكلمات يصف بيل هيوليت الشريك المؤسس في شركة “هيوليت باكارد إتش بي” الشهيرة بداية رحلته مع شريكه وزميله في جامعة ستانفورد دايفيد باكارد في دنيا المال والأعمال.

ربما لم يخطط الاثنان لما حققا من نجاح إلا أنهما من دون شك لم يكونا ليوفرا أي جهد ممكن لإنشاء شركتهما التي تعد اليوم واحدة من أكبر شركات تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم.

ولد ويليام ريدنجتون هيوليت يوم 20 مايو/أيار من عام 1913 في ميتشيجان، لكن الأسرة انتقلت إلى سان فرانسيسكو عندما بلغ هيوليت الثالثة من عمره، وتوفي والده نتيجة الإصابة بورم في المخ عندما كان هيوليت في المدرسة الثانوية، وبعد ذلك قرر الالتحاق بجامعة ستانفورد لدراسة هندسة الإلكترونيات

وتخرج في الجامعة عام 1934 ليستكمل دراسته العليا ويحصل على شهادة الماجستير عام 1936 والدكتوراه عام 1949.

اما دايفيد باكارد، فولد يوم 7 سبتمبر/أيلول عام 1912 في كولورادو، وكان والده يعمل في مجال المحاماة وعملت والدته كمدرسة للمرحلة الثانوية.

ويقول باكارد “كنت شغوفاً ومنذ مرحلة الطفولة المبكرة بكل ما له صلة بالسكك الحديدية والمحركات والجسور والمولدات الكهربائية وغير ذلك من الأجهزة والمعدات الالكترونية حتى انني كنت أحاول محاكاة هذه الوحدات بنماذج مصغرة في فناء المنزل”.

وبعد اتمام دراسته الثانوية قرر باكارد الالتحاق بجامعة ستانفورد لدراسة هندسة الإلكترونيات، وهناك التقى لأول مرة مع هيوليت.

وكان يتولى تدريسهما فريدريك بترمان الذي يعد من الرواد في مجال الهندسة الإذاعية.

وبعد أن لاحظ مدى التقارب بين الاثنين شجع بترمان تلميذيه هيوليت وباكارد على إنشاء شركتهما الخاصة في مجال الإلكترونيات

ويقول هيوليت: يصاب اساتذة الادارة بخيبة أمل عندما اقول اننا لم نكن نملك خطة عمل لدى البدء في إنشاء شركتنا الخاصة فكل ما كان لدينا هو 538 دولاراً، وبدأ عمل الشركة في موقف السيارات الصغير التابع لمنزل باكارد والذي كان يتسع بالكاد لسيارة واحدة.

وعلى الرغم من أن هيوليت وباكارد لم يكن لديهما بالفعل خطة عمل محددة إلا أن الاثنين حلما بوصول شركتهما إلى العالمية ومنذ اليوم الأول

الجدير بالذكر ان موقف السيارات الذي شهد انطلاقة هيوليت- باكارد يعد اليوم من المزارات الشهيرة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية فهناك تمت ولادة وادي السيليكون الشهير.

ووضع الزميلان نفساهما مجموعة من القواعد الخاصة مع بداية العمل على تأسيس الشركة، وأول قاعدة هي: ثق بأن بإمكانك تغيير العالم.

وبدأ العمل على الفكرة الأولى وهي الترددات الصوتية، وتقوم الفكرة على إنتاج جهاز ترددات صوتية عالي المستوى وبتكلفة رخيصة تحتاجه صناعات مختلفة بما في ذلك الرعاية الطبية والدفاع. وأطلقا على الجهاز اسم“Z00A”.

ويقول هيوليت عن تلك الفترة: “لم نكن نعلم تحديداً ان كان المنتج على القدر الكافي من الجودة لكننا قمنا بإرسال خطابات عرض الشركات والجامعات وحصلنا بالفعل على 3 أو 4 طلبيات شراء، وأولى الطلبيات قدمتها شركة والت ديزني والتي طلبت 8 أجهزة وقرر الشريكان تسجيل براءة الاختراع والعمل على إنتاج الجهاز بشكل تجاري.

وبحلول عام 1940 تمكن الشريكان من الانتقال من موقف سيارات بيت باكارد إلى مقر مستأجر في كاليفورنيا وقاما بتوسعة إنتاجهما لتقديم منتجات الكترونية أخرى متعددة.

وفي الوقت الذي كان هيوليت يهتم فيه بالجوانب الفنية، كان باكارد يركز بصورة أكبر على النواحي الإدارية، وسرعان ما توسعت أنشطة الشركة لتدخل في مجال صناعة الحاسوب وأجهزة الطباعة.

وعلى مدى العقد التالي واصلت الشركة التوسع والنمو، ودخلت في عدة شراكات مع “سوني” و”يوكوجادا” اليابانيتين إلا أن هذه الشراكات لم تكلل بالنجاح المرجو

وخلال الفترة من عام 1947 وحتى عام 1964 تولى باكارد رئاسة الشركة، ثم أصبح رئيس مجلس الإدارة بعد ذلك حتى عام 1993.

وبعد 3 سنوات ترك الشركة تماماً وتقاعد، اما هيوليت فتولى رئاسة الشركة عن عام 1964 حتى 1977 كما خدم كرئيس تنفيذي للشركة أيضاً من عام 1968 حتى 1978. ومن ثم تولى رئاسة مجلس إدارة الشركة حتى عام 1987.

واليوم تعد شركة هيوليت باكارد واحدة من كبرى الشركات الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم، وتتعدى عائداتها السنوية 104 مليارات دولار.


الدروس المستفادة من تجربتهما الرائدة:

- اعمل ما تحب:
اختار باكارد وهيوليت مضمار العمل الذي عشقاه منذ الصغر وشغفا به ولذلك تمكنا من تحقيق النجاح.

- ابني فريق عمل متماسكاً:
من المهم بحسب هيوليت وباكارد أن يختار المرء فريق العمل التابع له بعناية وأن يحرص على وجود درجة من التناغم تدفع عجلة النمو قدماً.

- لا تدع آراء الغير تثبط من عزيمتك:
لم يستمع هيوليت أو باكارد لآراء الآخرين التي حاولت تثبيط عزيمتهما بل حرصا دوماً على الاستماع للانتقادات البناءة.

-وظف المنافسة لمصلحتك:
افكار اثنين أفضل من افكار شخص واحد، هذا هو الرأي الذي آمن به هيوليت وباكارد وركزا بالتالي على التعاون مع المنافسين بدل السعي للتفوق عليهم.

-عش حياتك بنجاح أيضاً:
من المهم أن تكون للرئيس التنفيذي حياته الخاصة فالرضا الشخصي ولا شك ينعكس إيجاباً على حياة المرء العملية أيضاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق