الاثنين، 25 مايو 2015

جون جونسون أول أمريكي من أصل إفريقي يدخل قائمة “فوربس


بعد أن كان يعتمد في إعالة أسرته على الإعانات الاجتماعية نجح جون جونسون في أن يصبح أول أمريكي من أصل إفريقي ينضم إلى قائمة فوربس لأغنى 400 ثري في العالم، ووصلت قيمة امبراطوريته إلى أكثر من 600 مليون دولار لدى وفاته عام ،2005 ولم يقتصر دوره فقط على جمع ثروته الضخمة، ولكنه أيضاً لعب دوراً مهماً في تأكيد صوت المجتمع الأمريكي الافريقي في الوقت الذي كان مازال فيه يعاني من الاضطهاد
ولد جون هارولد جونسون يوم 19 يناير/كانون الثاني من عام 1918 في اركانساس، وتوفي والده في حادث بالمطحنة التي كان يعمل عندما بلغ جونسون الثامنة من عمره لتتولى والدته إعالة الأسرة، وعلى الرغم من المأساة التي عانتها إلا أن والدته كانت مصرة على مساعدة ابنها على تحقيق النجاح في حياته
لكن المدينة التي كانت الأسرة الصغيرة تعيش فيها لم تكن تقدم الكثير من الفرص للأطفال من أصل إفريقي، إذ لم يكن يحق لهم الدخول إلى المدرسة الثانوية مما اضطر جونسون إلى إعادة الدراسة في الصف الثاني فقط كيلا ينقطع عن التعليم.
واتخذت والدته القرار بالانتقال إلى شيكاغو بعد أن ادخرت المال اللازم لاتخاذ مثل هذه الخطوة من خلال العمل لسنتين كطاهية لأحد المعسكرات، بيد أن هذه الخطوة لم تكلل بالنجاح الذي حلمت به والدته.
وصلت الأسرة إلى شيكاغو في الوقت الذي كانت المدينة تعاني فيه من الكساد الكبير مما اضطر الأم وابنها للاعتماد في عيشهما على الإعانات الاجتماعية ولمدة عامين، وكان لهذه التجربة انعكاساتها الواضحة على شخصية جونسون إذ أسهمت وإلى حد بعيد في تشكيل قناعات الصبي الصغير، ويقول جونسون عن تلك الفترة “كنت مع مرور الوقت ازداد مع والدتي إصراراً على عدم الاستمرار على هذا الوضع، وعملنا كل جهدنا لتحسين أوضاعنا المعيشية ولم ينتبنا يوماً الشك في قدرتنا على ذلك”.
والتحق جونسون بالدراسة الثانوية وأثبت نجاحاً وتفوقاً سواء على المستوى العلمي أو الاجتماعي، حيث تم اختياره رئيساً للطلاب، كما تولى أيضاً رئاسة تحرير الصحيفة المدرسية وغير ذلك من الأدوار البارزة.
وبعد إنهاء الدراسة الثانوية التقى جونسون الذي كان يبلغ الثانية عشرة من عمره آنذاك بهاري “اتش.بيس” رئيس إحدى شركات التأمين على الحياة اللقاء الذي لعب دوراً مهماً في تغيير مجرى حياة جونسون إذ قرر بيس بعد أن سمع من جونسون رغبته في إكمال دراسته الجامعية وافتقاره التمويل اللازم لذلك أن يعين الأخير للعمل بدوام جزئي في شركته، وتمكن جونسون بذلك من تحقيق حلمه والالتحاق بالجامعة.
وسرعان ما تدرج جونسون في مراكز الشركة ليصبح رئيس تحرير الصحيفة التابعة لها، ومن هنا انطلقت لديه الرغبة في تأسيس شركته الخاصة، وكان وقتها يملك الحلم والطاقة اللازمة لتحقيقه إلا أنه كان يفتقر إلى التمويل الضروري لتحقيق هذا الحلم وتحويله إلى واقع، فقلة من الممولين من الذين كان لديهم الاستعداد لتمويل شاب أمريكي من أصل إفريقي يفتقر إلى الخبرة الكافية في دنيا المال والأعمال.
وتوجه جونسون إلى البنك تلو الآخر سعياً وراء توفير التمويل اللازم إلا أنه قوبل بالسخرية والاستهزاء، إلى أن تمكن أخيراً من الحصول على القرض بضمان الأثاث الجديد الذي اشترته والدته.
وبدأ جونسون تأسيس شركته الجديدة جونسون للنشر ليطلق أول مجلة له وهي نيجرو دايجست، وقام جونسون بإرسال حوالي 20 ألف رسالة بريدية لعملاء شركة التأمين التي يعمل لديها عارضاً عليهم اشتراك خفض التكلفة في مطبوعته الجديدة، وحصل على موافقة من 3 آلاف شخص منهم أرسلوا له اشتراكاً سنوياً بقيمة دولارين للفرد، أي وصل رأس مال جونسون اللازم لانطلاقة عمله إلى 6000 دولار.
ووصل توزيع الصحيفة إلى 50 ألف نسخة شهرياً خلال 8 أشهر فقط، وفي عام 1943 حقق جونسون نجاحاً جديداً عندما تمكن من اقناع السيدة الأولى آنذاك اليانور روزفلت بكتابة مقالة في مجلته تحت عنوان “لو كنت من أصل افريقي” واسهم هذا المقال في رفع توزيع المجلة إلى الضعف.
وشكلت هذه الانطلاقة الحقيقية لجونسون لتتوالى بعد ذلك بنجاحاته وتنمو شركته لتتحول إلى امبراطورية تناصر حقوق السود في أمريكا وتوصل أصواتهم إلى العالم.
لا تغضب
كلمة التقاعد لا مكان لها في قاموس شركتي، فما دام المرء لايزال قادراً على العمل فبإمكانه البقاء في الشركة، وهذا ما أخطط أنا نفسي للقيام به، هكذا هو أسلوب تفكير جون جونسون ولعل هذا هو ما دفعه لارتقاء سلم النجاح سريعاً ليصبح واحداً من أغنى 400 شخص في العالم، وليؤسس شركة عملاقة تصل قيمتها اليوم إلى أكثر من 600 مليون دولار، فماذا يطرح لنا عبر تجربته من دروس مستفادة ونصائح جديرة بأن نتبعها:
* لا تغضب بل تجاوز العقبات:
يقول جونسون إنه عندما يقابل عقبة في طريقه يغضب كغيره من الناس، إلا أنه لا يتوقف عندها كثيراً ولا يستسلم للغضب وإنما يسعى جاهداً لتجاوز هذه العقبة.
* افهم السوق:
لم يكن جونسون صاحب أول محلات مختصة بين الأمريكيين من أصل إفريقي إلا أن هذه المطبوعات لم تلاق النجاح الذي حققه هو بفضل دراسته الدقيقة للسوق واحتياجاته.
*اتقن فن المبيعات والترويج:
من بين ألقابه العديدة كان الأقرب إلى نفس جونسون هو لقب رجل المبيعات، وقد عنون أحد فصول سيرته الذاتية الأعلى مبيعاً “كيف تبيع أي شيء لأي شخص في 5 دقائق أو أقل”.
* أجد فن التواصل:
يؤكد جونسون أن أساليب التواصل الناجح هي فن في حد ذاتها، وقال إن على القيادي الراغب في الإمساك بزمام النجاح أن يجيد هذا الفن ويتقنه.
* لا تخضع للظروف:
اقتحم جونسون عالم النشر ودنيا الأعمال في الوقت الذي كان فيه السود يعانون من التفرقة العنصرية ضدهم في الولايات المتحدة، لكنه وقف أمام التيار واستطاع أن يثبت جدارته بالنجاح بالرغم من الظروف الصعبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق