الثلاثاء، 9 يونيو 2015

إلى متى.. أنت فقط




بعض الناس عندما تسأله عن طموحه وأحلامه فهو يتحدث عن نفسه وعن ذاته وأنه يريد أن يحصل على الشهادة وعلى المبلغ الفلاني وأنه وأنه.. وعندما تسأله عن إنجازاته فجميعها متعلقة به شخصيا فهو يذهب للعمل ويرجع لبيته ويخرج متنزها ووقته بالكامل ضائع لنفسه فقط وعندما تطلب منه شيئا فهو مشغول مع نفسه ومع ذاته ولايريد غير نفسه.. لهؤلاء نقول : إلى متى.. أنت فقط .

هل نسي هؤلاء أنهم يعيشون في مجتمع وأن المجتمع ينتظر دورهم وهل نسي هؤلاء أن هناك رسالة يجب أن يقدموها لأمتهم وهل نسوا كذلك أن الذي يعيش لنفسه فقط سيموت وحيدا ولن يذكره الآخرون ومن يعيش للمجتمع ولمصلحة الآخرين سيخلد في ذاكرة التاريخ سواء رضى ما رضي وسخط من سخط.

ليس خطئا أن نركز على ذواتنا وأن نبني أنفسنا بشكل صحيح ولكن من المهم أن يكون دور نقدمه في حياتنا لمصلحة وطننا وأمتنا ومجتمعنا وليس من المعقول أن نرفض كلالأفكار التي من شأنها أن تنفعنا وتنفع مجتمعاتنا لأننا منشغلين بأمورنا الخاصة وننسى الدور الذي نلعب في رقي المجتمع وفي نهضته.

لكل فرد واجب يقدمه في مكانه وفي وظيفته وفي أسرته وتقاعسنا عن هذا الأمر هو سبب لتخلفنا وتخلف مجتمعاتنا لأننا نحن من نمثل المجتمع ونحن رسمنا صورة المجتمع السيئة وجعلنا مجتمعاتنا أضحوكة على المسرح العالمي.

البعض يرفض التحدث عن قضاياه وقضايا مجتمعه لأنه عليه بنفسه كما يقول وهذا عين التخاذل وعين التقاعس لأن التحدث عن مجتمعنا وقضاياه هو اهتمام بهما وحرص عليهما.

آن الأوان أن نجدد همتنا وتفكيرنا ونضع في الحسبان غيرنا ونضع مجتمعنا ضمن أولوياتنا لأنه بسواعدنا نستطيع أن نرسم نهضة بلادنا وبتخاذلنا لن يرحمنا التاريخ ولن تترحم علينا الأجيال القادمة التي ستضرب فينا المثل في التخاذل والتقاعس والتخلف الحضاري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق