الخميس، 23 أبريل 2015

قصة عالم الفلك والفيزياء جاليليو

تعد اكتشافات جاليليو واحدة من عجائب العالم في هذا الزمن ومنذ ذلك الوقت أصبحت اختراعاته في غاية الأهمية في دراسة علم الكون والفضاء.

ولد جاليليو جاليلي في عام 1564 في بيزا، ( مدينة برج بيزا المائل) في ايطاليا وتلقى تعليمه في واحدة من أديرة المدينة الرئيسة. في باكورة حياته، كان يرغب في الالتحاق بالكنيسة، ولكن والديه، وهما فانيسيو جاليلي (وهو مدرس موسيقى) وجوليا أماناتي، كان لديهما طموحات أخرى لولدهما، وهو أن يصبح طبيباً. وبالفعل ألتحق جاليليو بالجامعة، وبينما كان يدرس هناك، اكتشف ميله الكبير نحو الرياضيات وبدلاً من ذلك، أصبح أستاذاً للرياضيات في جامعتي بادوا وبيزا.
جاليليو جاليلي (1564-1642)


عندما كان أستاذا للرياضيات، كان يجادل جميع الآراء التقليدية لعلم الفضاء. وإلى ذلك الوقت في التاريخ، كان يعتقد بأن نظريات أرسطو هي قوانين أساسية في علم الفيزياء. كان أرسطو يرى بأن الأجسام ذات الكثافة العالية تسقط أسرع من الأجسام الخفيفة الوزن، وهذا ما دحضه جاليليو عندما وقف على قمة البرج المائل واكتشف أن سبب سقوط جسم أسرع من الآخر هو أمر له علاقة بالاحتكاك الذي يواجهه كل واحد منهما عند الانتقال في الهواء- إن جسمين ذي وزنين مختلفين يسقطان بالفعل بنفس المعدل في المحيط المفرغ من الهواء.

وقد دحض جاليليو أدعاء أرسطو في أن الكون ثابت،أي أن الشمس تدور حول الأرض. بل عمل على تأكيد مقولة نيكولاس كوبرنيكس الجدلية في أن الأرض وجميع الكواكب الأخرى تدور فعلياً حول الشمس،أي الرأي أن الشمس هي المركز. وكان لاكتشاف جاليليو الرائع للتلسكوب في عام 1610 أهمية كبرى لأنه قدم للعالم الأداة التي من خلالها يمكن التأكد من صحة نظرية كوبرنيكس. وقد صنع التلسكوب كنموذج للمنظار المقرب الذي يجعل الأشياء البعيدة تبدو وكأنها أقرب إلى عين الناظر. إلا أن نموذج جاليليو كان أعظم بكثير حيث بإمكانه أن يُكبر الأشياء عشرون مرة حيث كان الأخرون يستطيعون تكبير الأشياء ثلاث مرات. وبواسطة هذا التلسكوب، كان جاليليو قادراً على النظر إلى القمر والقيام باكتشافات ودراسات فضائية وكونية مهمة, حيث اكتشف أقمار جوبتير بتلسكوبه وأكد مراحل كوكب الزهرة.

إلا أن التأكيد العنيد والصارم لجاليليو لنظام كوبرنيكس أغضب الكنيسة الرومانية الكاثوليكية آنذاك. والتي كانت تؤمن بالنصوص الإنجيلية التي تصطدم مع فكرة الكون ومركزية الشمس وعلى الرغم من أن البابا أربان الثامن الذي كان يرأس الكنيسة آنذاك، يعجب بجاليليو إلا انه اتهمه بالهرطقة بعد أن نشر الأخير كتابهُ (الحوار حول نظامي العالم الرئيسيين). وكان البابا قد أكد على جاليليو مسبقاًُ أن بإمكانه أن يضيف نظرية كوبرنيكوس إلى كتاباته ما دام يعاملها فقط كمبدأ رياضي. ولكن فيما بعد ، بدا بان هذه ليست هي المسألة، حيث حكم على جاليليو بالإقامة الجبرية في فيلته في منطقة ارسيتري ، خارج فلورنسا في ايطاليا في عام 1633. ولكنه لم يسجن بسبب تقدمه في السن وصحته العليلة. في تلك المرحلة من حياته، أصبح أعمى ومشلولاً تقريباً. وتوفي في فيلته في عام 1642. مع ذلك، كانت حياته كلها مكرسة للعلم وللاكتشافات المذهلة التي أغنت عالم العلوم اليوم.


المرجع
http://www.planetseed.com/ar/relatedarticle/lsyr-ldh-ty-lmkhtsr-lj-lylyw

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق